۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
عيد الغدير

وكالة الحوزة - خطبة الغدير، هي الخطبة التي خطبها النبي الأكرم (ص) في 18 ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة بعد حجة الوداع في منطقة يقال لها غدير خم. ونصّب عليّاً (عليه السلام) خليفة من بعده على المسلمين، وذلك حين قال: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" وقد رواه علماء العامّة والخاصة عنه (ص).

وكالة أنباء الحوزة - ومن هنا يضع علماء الشيعة واقعة غدير خم عامة وهذه الخطبة خاصة ضمن أهم الأدلة التي يسوقونها لإثبات ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخلافته للنبي الأكرم (ص) مستندين في ذلك على مجموعة من القرائن التي تدعمه وقد رصدها العلامة الأميني ونقلها في موسوعة الغدير.

طرق نقل الحديث

روي مضمون الخطبة طوال القرون المتمادية بصور مختلفة، وفي الكثير من المصادر الحديثية والتاريخية لعموم المسلمين تشترك جمعيها بالتأكيد على الإعلان عن ولاية علي بن أبي طالب (ع) كولي للمؤمنين بعد الرسول (ص).

الرواة المباشرة

ذكر العلامة الأميني في موسوعة الغدير أن الحديث: رواه أحمد بن حنبل من خلال أربعين طريقاً، ومحمد بن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقاً، والجزري المقري من خلال ثمانين طريقاً، وابن عقدة من مائة وخمس طريقا، وأبو سعيد السجستاني من مائة وعشرين طريقاً، وأبو بكر الجعابي من خلال مائة وخمس وعشرين طريقاً.والحافظ أبو العلاء العطار الهمداني من خلال 250 طريقاً.

وقد أقرّ الكثير من أعلام العامّة ومحدثيهم بكثرة أسانيد الحديث وأن الكثير من رواياته من الصحاح والحسان. ومن بين رواة الحديث تسعون صحابياً و84 تابعياً. وقد روي متن الخطبة بثلاث طرق في كل من: روضة الواعظين، الاحتجاج، اليقين، نزهة الكرام، الإقبال، العدد القوية، التحصين، الصراط المستقيم ونهج الإيمان وعن حذيفة بن اليمان عن الإمام الباقر( ع) وعن زيد بن أرقم.

الرواة غير المباشرة

يضاف إلى الرواة المباشرين للحديث، الكثير من الرواة الذين نقلوا الحديث بالواسطة منهم:
ما رواه أبو الطفيل عن ثلاثين راوياً.
ورواه عامر بن أبي ليلى الغفاري عن 17 راوياً.
ونقله عميرة بن سعد عن اثني عشر راوياً.
وزيد بن أرقم عن 16 راوياً.
وزياد بن أبي زياد عن 12 راوياً.
وعن أبي عمر عبر 13 راوياً.
وعبد الرحمن بن أبي ليلى عن 12 راوياً.
وعبد خير وعمرو ذي مرّة وحبّة العرني عن 12 راوياً.
ورواه أبو هريرة وأنس وأبو سعيد عن تسعة رواة.
وأبو قلابة عن 12راوياً.
وحبّة بن جوين وزيد بن يثيغ عن 12 راوياً.
وسعيد بن وهب عن 5 أو 6 رواة.

بدأ النبي (ص) خطبته بحمد الله والثناء عليه مع الإشارة إلى جليل صفاته تعالى بلغة فصيحة وبيان جميل، ثم نزل الوحي إليه من رب الجليل، فقال (ص)

فَأَوْحى إلَيَّ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في عَلِيٍّ، يَعْني فِي الْخِلافَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طالِب ـ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ). مَعاشِرَ النّاسِ، ما قَصَّرْتُ في تَبْليغِ ما أَنْزَلَ اللهُ تَعالى إلَيَّ، وَأَنَا أُبَيِّنُ لَكُمْ سَبَبَ هذِهِ الاْيَةِ: إنَّ جَبْرَئيلَ هَبَطَ إلَيَّ مِراراً ثَلاثاً يَأْمُرُني عَنِ السَّلامِ رَبّي ـ وَهُوَ السَّلامُ ـ أَنْ أَقُومَ في هذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي وَخَليفَتي عَلى أُمَّتي وَالاْمامُ مِنْ بَعْدي، الَّذي مَحَلُّهُ مِنّي مَحَلُّ هارُونَ مِنْ مُوسى إلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدَ اللهِ وَرَسُولِهِ. وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى عَلَيَّ بِذلِكَ آيَةً مِنْ كِتابِهِ هي: (إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)، وَعَلِيُّ بْنُ أَبي طالِب الَّذي أقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَهُوَ راكِعٌ يُريدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ في كُلِّ حال.

وَسَأَلْتُ جَبْرَئيلَ أَنْ يَسْتَعْفِيَ لِيَ السَّلامَ عَنْ تَبْليغِ ذلِكَ إلَيْكُمْ ـ أَيُّهَا النّاسُ ـ لِعِلْمي بِقِلَّةِ الْمُتَّقينَ وَكَثْرَةِ الْمُنافِقينَ وَإدْغالِ اللاّئِمينَ وَحِيَلِ الْمُسْتَهْزِئينَ بِالاْسْلامِ، الَّذينَ وَصَفَهُمُ اللهُ في كِتابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ، وَيَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظيمٌ، وَكَثْرَةِ أَذاهُمْ لي غَيْرَ مَرَّة، حَتّى سَمُّوني أُذُناً وَزَعَمُوا أَنّي كَذلِكَ لِكَثْرَةِ مُلازَمَتِهِ إيّايَ وَإقْبالي عَلَيْهِ وَهَواهُ وَقَبُولِهِ مِنّي، حَتّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في ذلِكَ: (وَمِنْهُمُ الَّذينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ، قُلْ أُذُنُ ـ عَلَى الَّذينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُ أُذُنٌ ـ خَيْر لَكُمْ، يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذينَ آمَنوا مِنْكُمْ وَالَّذينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ). وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْقائِلينَ بِذلِكَ بِأَسْمائِهِمْ لَسَمَّيْتُ، وَأَنْ أومِئَ إلَيْهِمْ بِأَعْيانِهِمْ لاََوْمَأْتُ، وَأَنْ أَدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلْتُ، وَلكِنّي وَاللهِ في أُمُورِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ. وَكُلُّ ذلِكَ لا يَرْضَى اللهُ مِنّي إلاّ أَنْ أُبَلِّغَ ما أَنْزَلَ اللهُ إلَيَّ في حَقِّ عَلِيٍّ، (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في حَقِّ عَلِيٍّ ـ وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ).

فَاعْلَمُوا مَعاشِرَ النّاسِ ذلِكَ فيهِ وَافْهَمُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَإماماً فَرَضَ طاعَتَهُ عَلَى الْمُهاجِرينَ وَالاَْنْصارِ وَعَلَى التّابِعينَ لَهُمْ بِإحْسان، وَعَلَى الْبادي وَالْحاضِرِ، وَعَلَى الْعَجَمِيِّ وَالْعَرَبِيِّ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ وَالصَّغيرِ وَالْكَبيرِ، وَعَلَى الاَْبْيَضِ وَالاَْسْوَدِ، وَعَلى كُلِّ مُوَحِّد ماض حُكْمُهُ، جاز قَوْلُهُ، نافِذٌ أَمْرُهُ، مَلْعُونٌ مَنْ خالَفَهُ، مَرْحُومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَصَدَّقَهُ، فَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَأَطاعَ لَهُ. مَعاشِرَ النّاسِ، إنَّهُ آخِرُ مَقام أَقُومُهُ في هذَا الْمَشْهَدِ، فَاسْمَعُوا وَأَطيعُوا وَانْقادُوا لاَِمْرِ اللهِ رَبِّكُمْ، فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ مَوْلاكُمْ وَإلهُكُمْ، ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولُهُ وَنَبِيُّهُ الْمُخاطِبُ لَكُمْ، ثُمَّ مِنْ بَعْدي عَلِيٌّ وَلِيُّكُمْ وَإمامُكُمْ بِأَمْرِ اللهِ رَبِّكُمْ، ثُمَّ الاْمامَةُ في ذُرِّيَّتي مِنْ وُلْدِهِ إلى يَوْم تَلْقَوْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ. لا حَلالَ إلاّ ما أَحَلَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَهُمْ، وَلا حَرامَ إلاّ ما حَرَّمَهُ اللهُ عَلَيْكُمْ وَرَسُولُهُ وَهُمْ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَنِيَ الْحَلالَ وَالْحَرامَ وَأَنَا أَفْضَيْتُ بِما عَلَّمَني رَبّي مِنْ كِتابِهِ وَحَلالِهِ وَحَرامِهِ إلَيْهِ.

ما أن انتهى النبي الأكرم (ص) من خطبته حتى قام حسّان بن ثابت شاعر النبي (ص) وقال: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليّ أبياتاً تسمعهن. فقال: قل على بركة الله. فأنشد يقول:
    
يناديهم يوم الغدير نبيّهم         بخـــــم فأسمع بالرسولِ مناديـــا
بأنِّي مولاكم نعمْ ووليُّكم*        فقالوا ولم يبدوا هناك التعـــــاميا
إلهك مـــــــولانا وأنتَ وليُّنا         ولاتجدن في الخلق للأمر عاصيا
فقال له قم يا عليُّ فإنَّني         رضيتك من بعدي إمـــاماً وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليُّه         فكــــونوا له أنصـــــارَ صدقٍ مواليا
هناك دعـا: اللَّهمَّ والِ وليَّه         وكُن للذي عــــادى عليَّاً معاديا

*(في رواية: فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟)

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha